2023-02-13 18:49:51
• خلق الله الجنّ والإنس: ليقوموا بعبادته.
• فانقسم الناس إلى فريقين:
- فريقٌ قام بعبادته.
- وفريقٌ لم يعبده.
• فأما الفريق الذي قام بعبادته ففي داخله فئتان:
- فئةٌ قامت بعبادة الله، فأدوا حق الله عليهم.
- وفئةٌ أخرى قامت بعبادته، ثم لم يكتفوا بذلك، فانطلقوا إلى الفريق الذي لم يعبده، واشتغلوا بتعبيدهم لله، وتذكيرهم بوظيفة العبادة التي خلقوا من أجلها.
فأولئك هم الدعاة إلى الله، المصلحون، الذي نظروا لمراد الله الذي يحبه من خلقه، فانشغلوا بتحقيقه في الأرض، فلا عمل أشرف من عملهم، ولا قول أحسن من قولهم. (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله..)
• وهؤلاء الدعاة إلى الله هم أيضا على مراتب:
- فمنهم الذي يدعو إلى الله، ويبلغ رسالته، ويأمر بالمعروف الذي يحبه، وينهى عن المنكر الذي يبغضه.
- وآخرون قاموا بذلك، ثم لم يكتفوا به، فقاموا يستنهضون إخوانهم الصالحين، لينهضوا معهم لأعلى المقامات التي يحبها الله، ويقوموا لميادين الدعوة، وساحات نصرة الدين، يذكّروهم بفضلها وشرفها، ويثبتوهم ويعينوهم.
فتلك المنزلة هي أشرف المنازل، وذلك هو طريق الأنبياء ومن تبعهم، الذين جمعوا بين الاستقامة في أنفسهم، والدعوة إلى ربهم، وتربية أتباعهم ليسيروا على طريقهم.
والمقصود: أن مقامات المؤمنين عند الله كثيرة، بعضها أفضل من بعض، وحريّ بالمؤمن أن يسير إلى الله وعينه تنظر للأعلى، يرتقي في درجات التقرب إليه درجةً درجة، حتى يفوز بالخلود في أعلى الدرجات، والله وحده المستعان على ذلك.
6.5K viewsedited 15:49