إنَّها الساعةُ الواحِدة صبَاحاً ، جرَت بِي العَاده أنْ أكتُب ف | سنُسأل يوماً🍃💜

إنَّها الساعةُ الواحِدة صبَاحاً ، جرَت بِي العَاده أنْ أكتُب في هذا التوقِيت .. عن الأحلامِ ، اليأسِ و الأشخَاصِ الذِينَ هُم مِن نسْج خَيالِي ، لَم أكتُب عَن شخصٍ حقِيقي فِي هَذا الوقتِ تحدِيداً و لكِن الآن سأفعْل !
عَن شخصٍ يمتَلكُ قوّة عطاءٍ لا مُتنَاهيَه و هُو قادرٌ علَى قولِ لا ، يَمنحُ كَثيراً و لا ينتظِر مُقابِل حتَّى لَو كَان قلِيلاً ، يمتَلكُ ملامِح مُدهِشة مُستَقاةٍ مِن الحيرَة و البَهجة و النُّضجِ المُبكِّر قَبل الأوانِ ، يستطيعُ بكلِمَاتِه أنْ ينزلَ علَيك بنازلةِ فرحٍ أو حزنٍ و عليكَ أن تسْتَعِدَّ لتلقِّيها حسَب إِحدَى المنَاسبَتينْ . شخصٌ إستقامَ عُودَه علَى الشِّدَة و أنطَوت نفسهُ علَى اللطفِ فِي آنٍ واحِد ! يمتَلكُ سرِيرَةً نقيِّة ملِيئَة بالحُبِّ و لكنَّكَ لَن تعرِف ذلِك مَا لَم تُعَاشِره و إِلَّا سَوف تَذهبُ بِكَ التسَاؤلاتُ عَنهُ مذاهِب شتَّى .
كُلَّمَا تَحدَّثتُ مَعهُ تَزيدُ حَصِيلَتِي مِن الرِضَا و تَطأُ نَفسِي الرَّاحَة ، مَا أنْ أسمَع صوتهُ ؛ تستهل نفْسِي بالبُشرَى لأنَّ صوتهُ يتلَفَّحُ بعَباءَةٍ مُلونَّه رُغمَ أنَّهُ الأحْوجُ لهذِه الألوان . شخصٌ يُذكِّر الغَافِل و يُفطِّنُ النَّاسِي ، يَدُلُّ التَّائِه و يُرشِدُ الحائِر .
فِي فَترَة معرِفتِي لَهُ التِي تَربُو علَى ثلاثةِ أعُوامٍ تَقريباً لَم أرَى مِنهُ سِوى أنَّهُ إنسانٌ مسْكُونٌ بالفنِّ و الجمَال و ممزوجٌ ببعضِ الموسِيقى الفرِيدَة ،حتَّى إذَا بلغَ مني السَّأم ما بَلغ أراهُ رؤومٌ  و مُراعٍ لمِا يحدُث ، أمنّي نفسِي بملامحهِ المجلَّلة بالكثِير ممَّا أعرِفهُ و ممَّا لا أعرِفهُ ، أُلزِمُ بالِي بِأَن يبْقى حاضِراً فِي حضرةٍ صورتِهِ و لكنَّهُ يغافِلني و يفرُّ مِنِّي كطفلٍ مُشاغِب تارِكاً عينَاي تُهيمَانِ فِيهَا ثم ما لبِثَ أن عادَ إليَّ حَامِلاً مَعهُ أحدَاث الثَّلاثةِ أعوَامٍ تِلكْ .
أرانِي كثِيرةُ الهواجِس و الوساوِس فِيمَا يختَصُّ بأيّ عارضٍ يَمسّه - حتَّى و إنْ كانَ صغِيراً - و إذَا حدَثَ أيَّ شيءٍ لَهُ ينهَالُ عليَّ الحُزنْ و أتقلَّب فِي جنَباتِ القلَق تقلُّباً ، و تطفُر مِن عينَيَّ دموعٌ دونَ أنْ أنتَبِه لهَا حيثُ لا يمكِنني فِي وقتٍ كهذَا إرتِداءَ ثوبٍ لا يُناسِبنِي مِن الصَّبرِ و الجَلَدْ  ، ثُمَّ مَا انْ يزُولَ ما أصَابَهُ أُصبِحُ فِي سعادةٍ عارِمة . أعرِف ما بهِ بالرّغمِ مِن إنَّهُ لا يُجِيدُ الشَّكوى أو رُبمَا أنَّه لا يُحبّها - أتفهَّمُ ذلِكْ - مَا إنْ يستَفسِر مِنهُ الآخرُون عَن حالِه ، فيقولُ أنَّه بخَيرٍ و لعلَّ رَنَّة الصِّدِقِ التِي يكتَسِي بِهَا صوتَه تجعلُ ما يقولُ حقيقةً حتَّى و لَو لَم يَكُنْ كذلِك .
أتمنَّى ألَّا يُصيبَهُ مَكرُوه و ألَّا يَعدُو عَليهِ اليَأسُ و لَو لوهلةٍ واحِدة .

#إيمان بابكر .